ساعدني كي أرحل ..
إلى بقعة أرض منسيّة
لم يصلها إنسان
لم تلوثها المواجع
ولم تقتلها الأحزان
تقع بين خطوط الطول وخطوط العرض
وهمية
عن أعين
الطفلاء
خفيّة
أسكنها
أرسم فيها قصص فرح أبدية
أغرسها بنباتات زهرية
بعنفوان سنيني أسقيها

،/،

ساعدني كي أكتب دون قيود
وأثرثر كما أريد
ثم أعود للصمت من جديد

،/،

ساعدني كي أهجر أوراقي
وأقلامي ودفاتري
وغبار مكتبتي القديمة

ثم بعدها ...

ساعدني
كي أعود للأوراق من جديد
أتعبتني الأشباح والرموز والشفرات
والقيود والسدود
وماولدت إلا حرّة
يمامة برية

فرشها الأرض وغطاؤها السماء .

،/،

ساعدني كي أضم لعبتي خلفي
حتى لايسرقها الدخلاء .

،/،

ساعدني كي أضحك..
داخل جدران صمّاء
تجيد كتم الصوت
تعزلني عن كل الغرباء .

،/،

ساعدني كي أنهض
فوق الهمّ وفوق القهر وأركب موج البحر
وأمتطي سفن السعداء

،/،

ساعدني كي أطلق سراح ملايين السجناء
وأعلمهم كيف يكون العدل
وكيف يثور البؤساء

،/،

ساعدني ...
كي
أنسج سجادة
تنقلني لدنيا النقاء
ترفعني فوق الأهواء


ساعدني
كي أبكي أمامك كالآخرين
ويذوب بين يديك معنى الكبرياء

،/،

ساعدني كي أحلم
وقت الظهيرة
أمام الجميع
وأنسى كوابيس المساء

،/،

ساعدني كي أنثر
خفقاتي
أتجاوز كل الرقباء
أتحدى بها كل النقاد

ففي حلقي غصّة قد لايصلح معها نقد وقد لايفهمها الأدباء !

بها حرقت كل حقول الحقد ؛
وجمعت بين الزيتون والنخيل
في ليلةٍ سرمدية
كساها البهاء
فكان زفافا من نوع فريد
تمخّض عن ..
ولادة
رجل لايخشى كلمة

أعداء !