ذا كان الكثيرون يرون بأن رابح سعدان يعاب عليه
اعتماده على الخطة دفاعية واللعب بحذر دون المغامرة كثيرا في الهجوم، وأن
ذلك من بين الأسباب الرئيسية التي جعلتنا
نخرج من كأس العالم بجنوب إفريقيا
من دون تسجيل أي هدف، فإن ما يجب الإشارة إليه هو أن هذا المشكل مع سعدان
ليس وليد اليوم بل التاريخ يبقى شاهدا أن “الخضر” عاشوا نفس السيناريو في
مونديال مكسيكو 1986، حيث خرج المنتخب الوطني في الدور الأول كذلك وبنفس
رصيد النقاط (نقطة واحدة) وبتسجيل هدف وحيد من مخالفة مباشرة من جمال زيدان
أمام منتخب إيرلندا الجنوبية.
منتخب
1986 أحسن من فريق 1982 لكننا اكتفينا بنقطة وهدفويرى
المتتبعون أن ما يعاب على سعدان كثيرا أنه بالإضافة إلى أنه “عاقل بزاف”
ويصعب عليه السيطرة على المجموعة فإنه يرفض في كل مناسبة من الحجم الكبير
اللعب في الهجوم، حيث يكتفي بتحصين الدفاع ربما لتخفيف الأضرار وتفادي
الهزائم الثقيلة في أكبر حدث عالمي، والحجج التي كشف عنها لتبرير خططه ما
هي إلا ذر للرماد في العيون بدليل أن المنتخب الذي كنا نكسبه في 1986 كان
أفضل من فريق 1982 وكنا قادرين على التأهل إلى الدور الثاني بكل سهولة لولا
افتقاد سعدان التحكم في المجموعة والانقسامات الخطيرة التي حدثت بين
اللاعبين المحليين والمحترفين، أضف إلى كل ذلك الخطة الدفاعية المحضة التي
طبقها أمام إيرلندا الجنوبية، إذ نجونا من الخسارة بمخالفة جمال زيدان في
وقت لم يكن المنافس قويا في نفس السيناريو الذي حدث هذه المرة مع
سلوفينيا.
نقص الخبرة غير مبرّر
لأننا قهرنا الألمان في أول مباراة في المونديالسعدان عليه
تحمّل المسؤولية والاعتراف بفشله في قيادة “الخضر” إلى الدور الثاني في
كأسين عالميتين أشرف فيهما على المنتخب ولم يحصد إلا نقطتين من ست مباريات
كاملة، ثم تبرير الإخفاق بكون اللاعبين يفتقدون إلى التجربة ويلعبون لأول
مرة المونديال، وذلك غير مقبول تماما لأننا في مونديال 1982 قهرنا الألمان
بلاعبين يخوضون أول مواجهة لهم في كأس العالم، بل وحققنا فوزا ثانيا أمام
الشيلي ولولا تآمر الألمان والنمسا ضد الجزائر لتأهل “الخضر” إلى الدور
الثاني.
التقنيون وجل المحلّلين في
جنوب إفريقيا عاتبوا سعدان على خطتهبدل البحث عن المبررات
والحجج التي لا تنفع الآن على الطاقم الفني الاعتراف بفشله في تحقيق
الأهداف المرجوة، فجل المحللين والتقنيين المتواجدين في جنوب إفريقيا
عاتبوا سعدان على خطته وغياب الفعالية في الهجوم، فالمشكل تقني بحت، وهذا
من اختصاص الطاقم الفني بالدرجة الأولى الذي فشل في إيجاد الحلول رغم أننا
لم نسجل إلا هدفا وحيدا من ركلة جزاء في ثماني مباريات متتالية، وكان ذلك
أمام منتخب الإمارات على هامش تربص ألمانيا.
ماجر في “العربية” : “تغييرات سعدان غير صائبة وغيّر منصبا بمنصب”وقد
كان رابح ماجر الذي من الممكن جدا أن يكون خليفة سعدان على رأس “الخضر” قد
أشار في تحليله للمباراة في قناة العربية سهرة الخميس الماضي بأن تغييرات
سعدان كانت خاطئة، إذ أكد أنه كان من االضروري إحداث تغيير في منهج اللعب
ككل وتعديل حقيقي في النسق الهجومي بغية تسجيل الأهداف، لكن سعدان – قال
ماجر - اكتفى بتغيير منصب بمنصب (جبور بغزال، زياني بڤديورة ومطمور
بصايفي)، ما يعني أن لا شيء تغيّر، والأكثر أن الذين خرجوا كانوا أحسن من
الذين عوضوهم، كما يكون قد لاحظ الكثيرون من الجهة المقابلة التغيير الجذري
الذي قام به المدرب الأمريكي برادلي الذي لعب كل أوراقه الهجومية وغيّر
الخطة إلى 4/4/3 في ربع الساعة الأخير ومارس ضغطا على دفاع “الخضر” حتى
تمكّن من التسجيل في اللحظات الأخيرة ما سمح له بالتأهل إلى الدور الثاني.
الأحد يونيو 27, 2010 6:09 pm من طرف star girl