المريض النفسي Patient psychological

المريض النفسي


د. الأمين البخاري



المريض النفسي العربي أو الشرقي بصورة عامة يتعامل مع مرضه أو مع طبيبه أو مع علاجه متأثرا بمعتقداته السلبية عن المرض النفسي التي يشاركه فيها شريحة كبيرة في مجتمعه. فلا شك أن الوصمة المرتبطة بالمرض النفسي والتي ترجع بشكل عام لضعف الثقافة النفسية تركت الباب مفتوحا لمفاهيم مغلوطة عن المرض تستدعى الكثيرين التوجه إلى غير الطبيب النفسي طلبا للعلاج.

1- المفاهيم المغلوطة عن المرض النفسي:
المعتقدات السائدة في المجتمعات العربية وخاصة الريفية منها تشكلت منها الوصمة المرتبطة بالمرض والمريض النفسي. الكثيرون يؤمنون إيمانا راسخا بأن المرض كما ذكرت سابقا في مقالة " الجن والمرض النفسي" ما هو إلا من عمل الشيطان الذي يتلبس المريض أو نتيجة لعمل أو سحر أو عين أو حسد وفى أحسن الأحوال نتيجة لضعف في الإيمان أو الشخصية. أما كونه مرضا كغيره من الأمراض يستوجب العلاج الطبي فمرفوض. لذلك يعمد المريض أو ذويه للجوء إلى المعالجين الروحانيين والمشايخ والمشعوذين والدجالين والعرافين لعلاجهم أو تخليصهم مما ألم بهم ويتكبدون مبالغ مالية كبيرة نظير ذلك أو معاناة عظيمة إما نتيجة تدهور صحتهم أو للوسائل المستغلة في تلك المعالجات.

شريحة من هؤلاء الذين لا يؤمنون بالطب النفسي أو يتهيبون مراجعة الأطباء النفسيين أو منكرين لطبيعة مرضهم يتوجهون إلى تخصصات طبية أخرى مركزين فقط على بعض الأعراض العضوية المصاحبة لمرضهم النفسي. بعض الدراسات أوضحت أن حوالي 20% من مرتادي عيادات التخصصات الطبية الأخرى يعانون أساسا من اضطرابات نفسية، فهم بجانب زيادة الضغط على تلك العيادات يتكبدون مبالغ كبيرة مقابل الفحوصات المعملية والأدوية التي توصف لهم من غير حاجة إليها ونتيجة لتحويلهم لتخصصات أخرى لعدم استجابتهم للعلاجات المقدمة إليهم.

عدد كبير من المرضى يمتنع عن مراجعة الطبيب النفسي بالرغم من إيمانه بفائدة العلاج، أو قد يكون الأهل هم السبب في المنع وذلك فقط لكي لا يعرف احد بمرضه ويشيع الخبر لأن سمعته وسمعة عائلته لا تسمح بأن يقال أن احد أفرادها مريض نفسي.

2- المفاهيم المغلوطة عن العلاج النفسي:
يوجد اعتقاد قوى لدى البعض أن العقاقير النفسية تسبب الإدمان أو لها مضاعفات سيئة على المخ أو الجسم. والبعض يعتقد إنها مجرد حبوب مهدئة لا فائدة علاجية ترجى منها. الحقيقة بعض العقاقير المهدئة أو المنومة قد تؤدى إلى إدمان أو تعود وذلك يحدث فقط لو تعاطاها الشخص بدون حاجة أو إشراف طبي بجرعات كبيرة ولمدة طويلة. مسيئو استعمال هذه الأدوية والمدمنين على شاكلتهم يتعاطون هذه الأدوية لأنها تعطيهم شعورا بتغير في الوعي كحلم يقظة مصاحب بحالة انفصام عن الواقع أو العالم الخارجي إضافة لمشاعر نشوة واسترخاء بدني وعقلي يرغبهم لاستعادة هذه الحالة بتعاطي المزيد منها. وقد يضطرون للاستمرار في تعاطيها للأعراض الإنسحابية المؤلمة التي تنتج من تخفيض الجرعة أو التوقف عن التعاطي. "الرجاء مراجعة المقالات المتعلقة بالموضوع في مكان آخر من هذا الموقع". أما تعاطي هذه الأدوية لو تطلب ذلك تحت إشراف الطبيب بجرعات ولمدة محددة فلا ضرر من ذلك على الإطلاق. وشيء آخر فأن المجموعات العلاجية الأخرى كمضادات الإكتئاب أو الذهان فلا تسبب أي تعود حتى لو تعاطاها المريض لسنين لو تطلب العلاج ذلك. أما كونها غير علاجية وفقط مهدئة فهذا التفكير عار من الحقيقة لأن هذه الأدوية تعالج أكثر من نسبة 60 % من الحالات المرضية.

3- تعامل المريض مع الطبيب النفسي:
المفاهيم الخاطئة عن المرض والعلاج النفسي تؤثر كثيرا على العلاقة بين الطبيب والمريض. فهؤلاء الذين يزورون الطبيب تحت ضغط الأهل أو المرض يكونون دائما في حالة من الحرج والتردد تؤثر كثيرا على عملية بناء الثقة والألفة والتعاون والاحترام المتبادل المتطلب وجودها لإنجاح العملية العلاجية.

فالمريض بعد تردد كثير يحمل نفسه حملا لزيارة الطبيب وهو يشعر بحرج أو خوف شديد من كشف احد معارفه أمره ويقوم بإعلان السر للجميع. وقد ذكر لي احد المرضى انه في طريقه للعيادة يعتقد أن كل من يصادفه في الطريق يعلم وجهته ويزيد ذلك من توتره مما يجعله أحيانا يخلف موعده. وبعض المرضى عند دخوله على الطبيب يذكر شكواه في اقتضاب ولو طلب منه التوضيح أو سؤل سؤالا محددا تحفظ كثيرا وهو يتشكك في مدى سرية المعلومات التي يدلى بها للطبيب وقد يعتقد انه قد يطلع عليها من يستغلها ضده خاصة في مجال العمل. ولا بد هنا أن أؤكد على سرية وخصوصية الزيارة والمعلومات التي يدلى بها المريض لطبيبه و أي معلومة لا يسمح بإعطائها لأي كائن ما إلا بعلم أو موافقة المريض نفسه.

وبجدر ذكره كذلك أن المريض لا يتقيد كثيرا بمواعيد المراجعة بالرغم من حاجته الماسة لمتابعة العلاج وقد يتوقف نهائيا عن المراجعة بعد أول زيارة. أما إذا تقيد بالموعد فهو في عجلة من أمره ويريد أن ينهى الزيارة بأسرع ما يمكن.

4- تعامل المريض مع علاجه:
المفاهيم الخاطئة عن العلاج النفسي تؤثر كثيرا على تعامل المريض مع علاجه. فعدد ليس بالقليل منهم لا يتقيد بالجرعة المقررة يوميا وقد يمضى اليوم بدون تناول أي جرعة. أما في حالة ظهور أي أعراض جانبية فذلك مدعاة للتوقف عن العلاج وقد يراجع طبيبة وهو ممتعض مما حدث له. والغريب في الأمر أن المريض عند حضوره للطبيب لأول مرة يشكو مر الشكوى من معاناته الطويلة مع المرض ولكنه بالرغم من ذلك تراه يتذمر من أعراض جانبية خفيفة يمكن تحملها أوضح له الطبيب مسبقا أنها سوف تزول بعد أيام.

وقد يتوقف المريض بعد أيام عن تناول الدواء مدعيا أن الدواء لم يفده بالرغم من تذكير الطبيب له بأنه يحتاج للاستمرار على العلاج لعدة أسابيع قبل أن يشعر بتحسن في صحته. فهو بالرغم من صبره على المرض لسنين عدة إلا انه يكون متسرعا للتخلص من هذه المعاناة في أيام. وقد يذهب لطبيب آخر بديل عن الأول ليجرب معه من جديد وغالبا لا يذكر للأخير انه زار طبيا آخر من قبل. وهنالك الذين يتوقفون عن العلاج مدعين أنهم تماثلوا للشفاء من دون استشارة الطبيب. ونخلص من ذلك أن المريض يفتعل اى عذر للتوقف عن زيارة الطبيب أو الاستمرار على العلاج.



إذاً ما هو الحل؟

الأسلوب الذي يتعامل به المريض النفسي مع مرضه ومع طبيبه ومع علاجه يجب أن يعالج بصورة جوهرية بتعاون وثيق بين أجهزة الأعلام والأطباء النفسيين أنفسهم.



1- رفع مستوى الوعي والثقافة الصحية

بالتحديد في مجال العلاج النفسي عن طريق أجهزة الأعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وكذلك من إدارات الصحة المختلفة.



2- دور الطبيب النفسي

إعطاء وقت كافي للمريض لشرح طبيعة المرض وأسلوب العلاج ودور العقاقير المستعملة كل على حدة والأعراض الجانبية المحتملة مع التركيز على كونها مؤقتة وكيفية التعامل معها في حالة حدوثها. إضافة التوضيح له بالتالي:

توقع تحسن ايجابي في الحالة المرضية بعد أسبوع أو أكثر قليلا من استعمال العلاج.

أنه قد يحتاج لأخذ العلاج لمدة 6 شهور أو اقل أو أكثر على حسب استجابته.

في حالة عدم الاستجابة للعقار بعد فترة زمنية وجرعة كافية يمكن التحول لعقار جديد.

أهمية التقيّد بالجرعة والفترة العلاجية التي يحددها الطبيب.








المصدر : العيادات النفسية




Patient psychological

The patient's psychological or Arab east in general is dealing with illness or with a doctor or treatment of his negative beliefs about mental illness, which is shared by a large segment of society. There is no doubt that the stigma associated with mental illness, which generally due to poor mental culture left the door open for false notions about the disease requires many people to go to the non-psychiatrist request for treatment.

1 - misconceptions about mental illness:
Beliefs prevailing in Arab societies, especially in rural areas make up the stigma associated with mental illness and the patient. Many firmly believe that the disease as previously stated in his article "jinn and mental illness" is a work of the devil which flagrante patient or as a result of the work or the magic appointed or envy at best result of the weak in faith or personal. As a disease like other diseases require medical treatment rejected. Therefore the patient or his family used to resort to Spiritual healers and elders and charlatans and quacks and customs of their treatment or to free them than their pain and suffering for large sums of money or suffering great either as a result of deteriorating health or the means used in these treatments.

A segment of those who do not believe in psychological medicine or averse audit psychologists or the heinous nature of the illness go to other medical specialties focusing only on some of the symptoms associated with organic mental illness. Some studies have shown that about 20% of the attendees other medical specialties clinics suffer primarily from mental disorders, they increase pressure on the side of those clinics suffer significant amounts compared to laboratory tests and medicines prescribed for them not needed as a result of converting them to other disciplines for not responding to the treatments provided to them.

A large number of patients refrain from reviewing the psychiatrist Despite his belief in the usefulness of treatment, or it may be the reason parents are in prevention, not only to know one illness and cons of the news because his reputation and the reputation of his family would not allow that one of its members are said to myself sick.

2 - misconceptions about psychiatric treatment:
There is a strong feeling among some that psychiatric drugs cause addiction or have bad repercussions on the brain or body. Some believed that it simply does not calming pills Terje therapeutic benefit them. Indeed some palliative or hypnotic drugs may lead to addiction or returns and that happens only if the abuse of a person without medical supervision or need large doses and for a long time. These drugs abusers and addicts Kosovos abusing these drugs because it gives them a sense of awareness of climate vigilant companion like a dream situation for schizophrenia or indeed the outside world in addition to the feelings of euphoria and relaxation physical and mental desire to restore this case took more of them. Has been forced to continue to abuse the painful withdrawal symptoms that result from reducing the dose or stopping the abuse. "Please review the articles on the subject elsewhere in this location." The abuse of these drugs if that requires doses under the supervision of a doctor and not a specific term damage from this at all. And another thing the other treatment groups antidepressants or psychosis not cause any return even if the abuse for years if the patient requests this treatment. Either because they are not only therapeutic and calming thought it a shame because the truth of these drugs address more than 60% of cases.

3 - dealing with the patient's psychiatrist:
Misconceptions about the disease and psychological treatment often affect the relationship between doctor and patient. Those who visit the doctor under pressure from parents or illness are always in a state of embarrassment and left a major impact on the process of building confidence and familiarity, cooperation and mutual respect required for the success of its therapeutic process.

After much hesitation the patient carries himself merely to visit a doctor be embarrassed or too fearful of detecting a knowledge and command of the announcement password for all. The one patient told me that in a way to a clinic believed that anyone who knows the way things in his and the more tension, which makes it sometimes leaves his appointment. And some patients when he entered the doctor recalled his complaint, even briefly and asked him for clarification or asked a question specific reservation is often questioned the extent of the confidentiality of information given by the doctor was believed that he had seen it from him especially exploited in the workplace. Here we would like to assure the confidentiality and privacy of the visit and the information given by the patient to the doctor and any piece of information does not permit giving any organism is not the knowledge or consent of the patient himself.

It should be noted further that the patient often does not adhere to the dates of the audit despite the desperate need for follow-up treatment may depend on the final audited after the first visit. If the deadline is charged in the wheel of command and wants to terminate the visit as soon as possible.

4 - treated the patient with treatable:
Misconceptions about psychotherapy major impact on dealing with patient treatment. Quite a few of them do not adhere to established daily dose may proceed today without a deal with any dose. In the case of the emergence of any side effect that is a cause of the interruption of treatment was a doctor reviews Mmted what happened to him. The strange thing is that when the patient's attending physician for the first time to complain about the complaint over the long-suffering with illness but in spite of that you see about the symptoms of mild side can afford the doctor explained to him in advance that it will disappear after a few days.

The patient may depend on the deal after days of medicine, claiming that although his delegation had not medicine from the doctor reminded him that he needs to continue treatment for several weeks before they feel the improvement in his health. Although patience is the disease for several years but that it would be hasty to get rid of the suffering in these days. The doctor goes for another alternative to the first experiment with him again and often does not mention the latter said he had visited another medical before. There are those who stop treatment claiming that they he recovered without consulting a doctor. And conclude from this that the patient up any excuse to stop visiting the doctor or to continue treatment.



If what is the solution?

The manner in which the patient is dealing with psychological illness and with the doctor and with the treatment must be addressed substantively in close cooperation between the media and psychologists themselves.



1 - to raise awareness and health education

Specifically in the field of psychotherapy through the mass media, print and audio-visual as well as from various health departments.



2 - the role of psychiatrist

Give sufficient time for the patient to explain the nature of the disease and treatment method used drugs and the role of individual symptoms and possible side with a focus on being a temporary and how to deal with them should they occur. Add clarification him thus:

Expect positive improvement in the situation sick after a week or slightly more than the use of treatment.

It may need to take treatment for 6 months or less or more depending on its response.

In the case of non-response to the property after a period of time and dose can be enough to shift the property again.

The importance of adherence to therapeutic dose and the period specified by the doctor.