يُثير موعد الإعلان عن مقتل زعيم
تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ردود فعل متفاوتة وجدلاً يرتبط في وجوه عديدة
منه بخصائص الظّرف الرّاهن أميركيًّا ودوليًّا.
وحول هذا الموضوع، أكد علي اللافي
الخبير في الحركات الإسلامية والجهادية في إفادات لـ(إيلاف) أن الآلة
الإعلامية والسياسية الأميركية لها سوابق في التعامل مع مثل هذه الأحداث
مما يعني وضع احتراز على النوايا الأميركية والسيناريو الذي أخرجت به حدث
مقتل بن لادن.
وقال إن أميركا طوت صفحة بن لادن
بإعلان مقتله وعن التوقيت الذي تم اختياره لتنفيذ هذه العملية قال انه
مرتبط بطبيعة السياسة الأميركية الحالية في تفاعلها التام مع الثورات
العربية وخصوصًا اليمنية منها واقتراب الموعد الانتخابي الأميركي وإعادة
تشكيل المغرب العربي باعتباره مركز اهتمام ومركز الصراع بين القوى العالمية
إضافة إلى أجندة مخابرات عالمية قد تكون مخفية الان خاصة من حيث التوقيت
وطريقة الإعلام.
وقال المحلل إن غالب الظن يتجه إلى
أن حراس بن لادن هم من اغتالوه تحت ضغط أميركا وتم إخفاء أثره حتى لا يأخذ
بعدا إعلاميا كبيرا في مستقبل الأحداث العالمية خاصة في ظل إعادة رسم
خارطة العالم العربي.
ويعتقد محدثنا الخبير في الحركات
الإسلامية والجهادية أن منطق إنهاء صلاحية بن لادن غير وارد إطلاقا لان
أميركا استغلت المواجهة مع بن لادن لكنها لم تصنعه كعدو بل هو نتاج لبناء
تراكمي تاريخي بعد عقود من التردي العربي.
وقال أن تنظيم القاعدة سيشهد بعد بن
لادن ضعفا من ناحية الأداء بغض النظر عن ردة الفعل التي قد تكون لاحقا أما
مصيرها فهو رهين بمستقبل التيارات الحزبية في العالم خصوصًا من حيث
تفاعلها مع مرحلة ما بعد الثورة العربية.
وأكد على ضرورة الانتباه إلى أن
الظواهري اخطر بكثير من بن لادن باعتباره العقل المدبر والماسك بزمام أمور
القاعدة سياسيا وتنظيميا ووضعيته من حيث الاختباء واقترابه من العناصر
الأساسية ستحدد نوعية الهجمات وطبيعتها ودقة تنفيذها.
وقال إنّ العالم يدار بسيناريوهات
إعلامية تخدم أجندا قوى دولية وبناء عليه فانه من الصعب إيجاد قراءة نقدية
قادرة على خلق روايات صحيحة ولكن الحقيقة الأقرب إلى المنطق أن بن لادن
توفي بقطع النظر عن موعد قتله إن كان قبل يومين أو سنتين ولكن الأكيد أن من
أنهى حياة بن لادن هم حراسه تحت مفاجأة الهجوم وقوته ودقة المصدر
الاستخباري.
ومن جهته يقول الدكتور احمد محجوب
القاهري وهو كاتب صحافي أن بن لادن كان رجلاً ثائرًا ضد طغيان الحكام
وطغيان الاستكبار الدولي، وكان مناصرًا للقضية الفلسطينية، وانبنت مقاومته
على إيقاع الألم بالحكام والنظام الدولي ومناصرة القضية الفلسطينية. ولكن
آلية تطبيقه لهذه المقاومة كانت في الطريق الخطأ، حيث انه استهدف المدنيين
وهو ما يتنافى مع شرع الله. فقد أخطأ خطأ فادحًا نتج عنه الأضرار بالواقع
وبالإنسان العربي، ومع ذلك فقد تمكن الرجل من إحداث موازنة رعب أثقلت
الميزانية الأميركية والغربية.
ويؤكد بان بن لادن أخطأ وانتهج طريقا
غير صائب وغير شرعي وأصلا يتنافى مع مبادئ الإسلام، إلا انه أذكى الحس
العربي والإسلامي بقدرة افتقدناها منذ الاستعمار.
وها أن العالم العربي يتحرر من خلال عودة الثقة التي زرعها بن لادن فيه. ولكن الشباب اختار الطريق الأصوب وهو المواجهة السلمية.